كان المصريون عباقرة في صياغة أمثالهم الشعبية، ولن يكون غريبًا عليكم إذا قلت لكم إنني أخذت من مثلٍ شعبيٍّ ما يشبه المدخل النظري لقراءة ما أنتجه كثيرون من مثقفينا المعاصرين، وهو المثل الذي يقول: (نقول تور... يقولوا احلبوه). هذا هو بالضبط ما يحدث. رغم أن الحقائق موجودة على قارعة الطريق... ورغم أن المعلومات متاحة ومتوفرة، فإن لا أحد يريد أن يكون متسقًا مع نفسه، فيعرف أنه لا يمكن أن ينجح في (حلب التور). أعتقد أن جزءًا كبيرًا من مشكلاتنا ومآسينا أننا نفتقد الحكمة التي تحجبنا عن التمسك بهذا المدخل النظري العبقري. إننا نستغرق وقتنا ومجهودنا وأموالنا وتركيزنا ونقاشنا في عملية ""حلب التور"" التي يمكن أن تكون عنوانًا لتجربة كثيرين من المثقفين المصريين. لن أصادر على ما ستقرؤونه. ربما توافقونني الرأي وربما تختلفون معي. قد يرى بعضكم أن الهلوسة هي ما كتبته أنا... لا ما قاله الآخرون. لكنني أعدكم، فحتى لو رأيتم أن ما كتبته هلوسة، فهو على الأقل هلوسة منطقية