.في جزيرة هادئة، كالجوهرة وسط المحيط الهادي، تُسمى راتينغا، يصحبنا الكاتب بالانتاين في هذه الرواية التي نشرها عام 1883، لنشهد تحوّل جزيرة، من الجزر البولنزية البدائية، من الوثنية إلى المسيحية. وتحوّل شعبها من شعب بدائي آكل للحوم البشر قبل المسيحية، إلى شعبٍ مُحبٍ للسلام والتآخي. تعرفت هذه الجزيرة إلى المسيحية على يد المُبشّر وارونغا، لكن المغامرة الأهم التي تشكل محور الرواية هي مغامرة صديقه المُبشّر " أنطونيو زيبّا" الذي يصيبه اضطراب عقلي جرّاء حادثة تعرض ابنه للقتل في مركب للقراصنة، عندما ألقوه في المحيط. ومن جزيرة راتينغا تنتشر المسيحية على يد زيبّا، الذي تقذف به الأقدار بعد حادثة مركب القراصنة المشؤوم إلى جزيرة أخرى، يختارها القرصان روسكو، ليضع فيها زيبّا بعد الضربة التي تعرّض لها في المركب، وهي جزيرة نائية تُسمى "شوغر لوف"، وهنا تبدأ مغامرة زيبّا كمجنون في هذه الجزيرة، كان ضيفاً مجنوناً في أراضيهم، يتجول في الجبال، ويُعلّم الأطفال التراتيل التي لم يكن يعرفها السكان من قبل، لكنه يوقف حرباً أزلية بين الراتوريين وأهالي الجبل، بدعوتهم إلى الغفران والتحرر من دماء الماضي ومسح قلوبهم بنور الهداية للسلم. تشكل حادثة قذف أورلاندو من مركب القراصنة تحولاً عصيباً في حياة أنطونيو زيبّا وتجعله كالمجنون الذي يتصارع مع الأشجار التي يتخيلها أنها شياطين سرقت ابنه العزيز أورلي، زيبّا المسيحيّ الذي عندما سنحت له الفرصة ليقتل عدوه القرصان روسكو الذي تسبب بفقدان ولده وتشرده عن وطنه، لم يقتله، بل أنقذ حياته من محاولة قتل أخرى، وغسل قلبه الغاضب بنور الغفران التي دعا إليها المسيح في الكتاب