هذه النسخة هي أكمل طبعات الكتاب حتى الآن، فقد سبق أن طبعت هذه الرواية بتحقيق عبد الحفيظ منصور في الدار التونسية سنة (1392هـ = 1972م، وطبعت بتحقيق عبد المجيد تركي في دار الغرب الإسلامي، سنة (1419هـ = 1999م).
وقد تمت مقابلة هذه الرواية برواية أبي مصعب الزهري (ت 242 هـ).
وتمتاز الطبعة بـ:
• تفردت باستدراك روايات كثيرة سقطت من الطبعات السابقة.
• تصحيح التصحيفات الواقعة في الطبعات السابقة.
• ضبط النص ضبطًا كاملًا.
• معارضة هذه الرواية برواية أبي مصعب الزهري (ت 242 هـ)، ومسند الموطأ للجوهري.
* تخريج أحاديث الكتاب على "تحفة الأشراف" للمزي، و"إتحاف المهرة"، لابن حجر.
* ذيل الكتاب بفهارس للأحاديث والآثار، وآخر للموضوعات.
والراوي عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي، من كبار رواة الحديث والفقهاء من أصحاب مالك، جاور بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولازم مالكَ بنَ أنس، فتحمَّل عنه شيئًا كثيرًا حتى كان أعظم رواة الموطَّأ، وكانت نسختُه أصح الروايات للموطَّأ عن مالك، قال العجلي: "قرأ مالك عليه نصف الموطأ، وقرأ هو على مالك النصف الباقي" ولد بعد سنة 130 هـ وتوفي حوالي 221 هـ في مكة، قال عنه الذهبي: "سكن البصرة ثم مكة وبها توفي... وهو أوثق من روى الموطأ"، وقال عنه: "شيخ الإسلام، الحافظ"، وقال الصفدي: "أخذ العلم عن مالك رضي الله عنه، وهو من جلة أصحابه وفضلائهم وخيارهم".
وقال أبُو عُمرَ بنُ عَبدِ البَرِّ: حدثنا عبدُ الوارثِ بنُ سُفيانَ، حدثنا قَاسمُ بنُ أَصْبغَ، حدثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ الرَّقِّيُّ: سمعت القَعْنبيَّي قول: لزمتُ مالكًا عشرينَ سنةً حتَّى قرأت عليه "الموطَّأَ".
كان ابنُ معين يرى أن القعنبي "أثبت الناس في مالك هو ومَعْن"، بل "أثبتهم على الإطلاق" في شهادة رواية.
ولعبدِ اللهِ إخوةٌ ثلاثةٌ: إسماعيلُ، ويحيى، وعبدُ الملكِ بنو مَسْلَمة بنِ قَعْنَبٍ، والأَربعةُ أخذُوا عن مالكٍ بن أنس.
ومن شيوخ القعنبي الذين أخذ عنهم العلم وروى عنهم فضلًا عن مالك:
أفلح بن حميد، وابن أبي ذئب، وشعبة بن الحجاج، وأسامة بن زيد بن أسلم، وداود بن قيس الفراء، وسلمة بن وردان، ويزيد بن إبراهيم التستري، ونافع بن عمر الجمحي، والليث بن سعد، والدراوردي، وإبراهيم ين سعد، وإسحاق بن أبي بكر المدني، والحكم بن الصلت، وحماد بن سلمة، وسليمان بن بلال، وعيسى بن حفص بن عاصم بن عمر، وسليمان بن المغيرة، وهشام بن سعد وغيرهم.
أما أشهر تلاميذه الذين رووا عنه:
فالبخاري، ومسلم، وأبو داود، والخريبي وهو من شيوخه، ومحمد بن سنجر الحافظ، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وأبو حاتم الرازي، وعبد بن حميد، وعمرو بن منصور النسائي، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن غالب تمتام وإسماعيل القاضي، ومحمد بن أيوب بن الضريس، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن معاذ دران وإسحاق بن الحسن الحربي، ومعاذ بن المثنى وأبو مسلم الكجي، وأبو خليفة الجمحي، وغيرهم.
ومن أحسن من عرَّف به القاضي عياض في "ترتيب المدارك"، وترجم له ترجمة موجزة جامعة.
أما عن النسخ الخطية التي اعتمد عليها المحقق في إخراج رواية القعنبي للموطأ فهي:
- نسخة جار الله تحت رقم (428) ورمز لها المحقق بالرمز ( ج ).
- نسخة مكتبة العلامة التونسي حسن حسني عبد الوهاب (ت 1968م) والتي ألحقن بدار الكتب الوطنية بتونس. وقد رمز لها بالرمز (س).
- نسخة المكتبة الأزهرية بالقاهرة، تحت رقم (3857 - حديث)، ورمز لها بالرمز (ز).
- قطعة جامعة برنستون، في ثلاث ورقات بخط الحافظ الذهبي، ورمز لها بالرمز (ن).
وقد قام المحقق بخدمة الكتاب خدمة علمية لا بأس بها، ظهرت في التقدمة للكتاب بالتعريف بالموطأ وصاحبيه، وبيان منهج التحقيق، كما أمد الكتاب بجملة من الفهارس اللازمة التي ألحقها بخاتمة متن الموطأ.