افتتاحية تبدأ بوصف لهيئة المحاضر الرثة، التي لا تليق بمحاضر فتشي ملامحه وهيئته بحاله البائس المشتت، وكذلك تشير لمحتويات الطاولة والمكتب فيتشاركا جميعًا في حالة الفوضى، والغرابة ثم يكتمل المشهد العبثي بنسيانه لأوراق المحاضرة، فيقول: "لا أدري ماذا يجري لي ..إن حياتي كلها تدور حول النظام، فأنا أشتغل في ترتيب مكتبة، وعلى الرغم من ذلك، تنسل من بين يدي الأشياء" ثم يستدرجنا بألا نهتم بالأوراق، فالمرء قد يصاب بالتيه، ويرحل ذهنه ويشرد حتى وهو يمتلك كل الأشياء.. الأوراق مهمة لكنها قد لا تعني شيء حين يرحل الإنتباه والشغف .. "فالمحاضرة مختبر ذهني يتكشف رويدًا رويدًا أمام الحضور، والمتحدث أول المتفاجئين به" محاضرته تدور حول المطر (مطر الأفكار)العصف الذهني إذًا فربما .. المطر هو الذي يعني .. شيئًا ..بل هو كل شيء في كل الحالات مايهم.. كيف سيكون قلب وعقل المستمع حال الإستماع، عليه أن يكون مشرعًا للخيال..للتحرر، والهواء واستقبال المطر يبدأ رويدًا رويدًا في التحرر والحكي، عن الأدب، القراءة، عن الحب، عن البحث عن النصف الأخر لكي نكتمل، فنظل نبحث معه فنكتشف أننا لم نكن ابدًا نصفًا غير مكتمل، نحن واحدًا صحيحًا، والأخر واحدًا اخر، ففي هذه الحياة قد يحب المرء شخصًا، وتجبره الحياة بأن يتزوج بأخر، فتصبح بوصلة القلب بلا جهات