إنّه سؤالٌ واحدٌ يُطلّ برؤوسٍ ثلاثةٍ تجمعُها وَحْدةٌ صارمةٌ، تمامًا مثلما اتّحدت عناصرُ هذه الرّواية المتشعّبةُ لتُشكّل كيانًا أدبيًّا مفعمًا بالجمال والتّفرّد، فمن أسئلة العاطفة والنّوازع البشريّة الأصيلة إلى حيرة الإنسان وهواجسه المُمِضّة الحارقة، وصولًا إلى ما يستغلق في النّفس ويبحثُ دون هوادةٍ عن كلماتٍ تمنحه عينًا، تنتصبُ رواية «آلموت» أو «قلعة الحشّاشين» صرحًا أدبيًّا عظيمًا يستندُ إلى صخور الموهبة والحسّ المرهف والعقل المدبّر الحكيم
إنّها حجارةٌ يتفجّرُ منها ماءٌ كثيرٌ لا ينضبُ، يصبّ أكبرُ مجاريه في أزمنتنا الحديثة، فإذا الحاضر صدًى للماضي وإذا الماضي قناعٌ للرّاهن وما يستعرُ فيه من خصوماتٍ وحروبٍ أداتُها الإنسان وآخر همّها الإنسان