قال الغزالي: من لم يعرف المنطق، فلا ثقة له في العلوم أصلاً، وسمَّاه: (معيار العلم)، قال السيد: من كان فكره أكثر، فاحتياجاته إلى المنطق متفاوتة.
وقد رفض هذا العلم، وجحد منفعته، من لم يفهمه، ولا اطّلع عليه، عداوة لما جهل، وبعض الناس ربّما يتوهم أنه يشوش العقائد، مع أنه موضوع للإعتبار والتحرير.
والرسالة الشمسية في القواعد المنطقية متن متين شامل مختصر، حاوٍ لكثير ممّا يحتاجه الطالب، معتبر متداول بين الأئمة الأعيان، وشهرته تغني عن البيان، وهي رسالة مختصرة في قواعد المنطق الأرسطوطالي، قال الكاتبي في مقدمتها: "إن العلومّ سيّما اليقينية أعلى المطالبِ، وأبهى المناقبِ، وإن صاحبتها أشرفُ الأشخاصِ البشريةِ، ونفسه أسرعُ اتصالاً بالعقولِ الملكيةِ، وكان الإطلاعُ على دقائقها، والإحاطةِ بكنهِ حقائقِها، لا يمكنُ إلاّ بالعلمِ الموسومِ بالمنطقِ؛ إذ به يعرفُ صحتها من سقمها، وغثها من سميتها".
ولقد لقيت هذه الرسالة اهتماماً كبيراً من قبل العلماء، فنكبوا عليها بالشرح والتحشية والتعليق والتقرير، كما أن الرسالة وشروحها تعتبر من أساسيات تعليم المنطق في العالم الإسلامي، وهو ضمن مقررات الدراسة في منهج الدرس النظامي في العراق وخارجه.