شرح قواعد الاصول ومعاقد الفصول

اسم المؤلف : محمد بن صالح العثيمين

تقديم

إنَّ الحمد لله، نحمدُهُ ونَسْتعينُه ونَسْتغفره، ونعوذُ بالله من شرور أَنْفُسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ له، وأَشْهَد أنْ لا إِلَهَ إلا الله وحده لا شَريكَ لَه ، وأَشْهَد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله، أرسله اللهُ بالهدى ودين الحقِّ؛ فبلغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونَصَح الأمة، وجاهَد في الله حقّ جهادِه حتّى أتاهُ اليَقينُ، فصلواتُ الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:

فلقد كان مِن تَوجيهات صاحِبِ الفَضيلة العلامة شيخنا الوالد محمد بن صالح العثيمين – رَحِمَه الله – لطلابه أن يَهتمُّوا بدراسةِ أُصول الفقه؛ إِذْ إِنَّهُ السَّبيلُ الصَّحيح لمنهج الاستدلالِ والقُدْرة عَلَى الاستنباط ودِقَّة النَّظَر فِي المَسَائِل ورَدَّ الجُزْئِيَّاتِ إلى

الكُليَّات، وإزجاعِها إلى مَصَادِرِها مِنَ الكِتاب والسنة والإجماع والقياس. ومِنَ الكُتُب التي اختارها فَضيلتُه رَحِمَهُ اللهُ في هَذَا الفَنَّ كِتَابُ: (قَوَاعِدِ الْأُصُولِ وَمَعَاقِد الْفُصُولِ) للعلامة صفِيِّ الدِّين عبدِ المؤمنِ بْنِ كَمالِ الدِّينِ عَبْدِ الحَقِّ بن شَمائِلَ البَغْدَادِيِّ ( تَغمَّده اللهُ بِوَاسِع رَحْمتِه ورِضْوانِهِ، وَأَسْكَنَهُ فَسِيحَ جَنَّاتِهِ.

شرح قواعد الأصول ومعاقد الفصول

وكانَ ذلِكَ الشَّرْح ضمنَ الدَّوْرات العِلْمِيَّة التي كانَ يَعْقِدُها – رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى – في الإجازاتِ الصَّيْفِيَّة بجَامِعِهِ في مَدِينة عُنَيْزَةَ، وكانَتْ نِهايةً شَرح هذا الكتاب في الدَّوْرَة الصَّيْفِيَّة المُنْعَقِدَةِ عامَ ١٤٢٠هـ، حيثُ توقف رَحِمَهُ اللَّهُ عِندَ قَولِ المُؤلَّفَ رَحِمَ الله في البابِ الثَّانِي مِنَ الأدلة: «كَتَحْرِيمِ نِكَاحِ الحَرِّ للأَمَةِ لِعِلَّةِ رِقٌ الوَلَدِ».

ومن أجل تعميم الفائِدَةِ؛ وإِنْفاذًا للقَوَاعِدِ والضَّوابِطِ والتَّوْجِيهات التي قررها شيخنا – رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى – لإخراج تُراثِهِ العِلْميَّ؛ تَمَّ بَعَوْنِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَوْفِيقِه إِعْدادُ هَذَا الشَّرح وتجهيزه للطباعة والنشر.

نَسْألُ الله تعالَى أنْ يَجْعَلَ هَذا العَمَلَ خالِصًا لِوَجْهِه الكريم؛ نافِعًا لعِبادِه، وأَنْ يَجْزِيَ فَضِيلة شيخنا عَنِ الإسلام والمسلمينَ خَيْرَ الجَزَاء، ويُضَاعِفَ لَهُ المُتُوبَةَ والأَجْرَ، ويُعْلِيَ دَرَجَتَهُ فِي المَهْدِيِّينَ، إِنَّه سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُحِيبٌ.

وَصَلَّى اللهُ وسَلَّم وبارك علَى عَبدِه ورَسولِه، خاتَمِ النَّبِيِّينَ، وإمامِ المُتَّقِينَ،

وسيد الأولين والآخِرينَ، نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه والتابعينَ لهُمْ بِإِحْسَانٍ

إِلَى يَوْمِ الدِّين.