بحلول يناير 1968، بدا أن القتال في فيتنام قد وصل إلى طريق مسدود. إلا أن الجنرال ويليام ويستمورلاند، قائد القوات الأمريكية، أعلن عن مرحلة جديدة من الحرب “تبدأ فيها النهاية بالظهور”. كان لدى فيتنام الشمالية أفكار مختلفة. في منتصف عام 1967، بدأت القيادة في هانوي التخطيط لهجوم يهدف إلى كسب الحرب بضربة واحدة. تضمن هجوم تيت، الذي جمع بين العمل العسكري والانتفاضة الشعبية، هجمات في أنحاء فيتنام الجنوبية، لكن الهجوم الأكثر دراماتيكية ونجاحًا كان الاستيلاء على هوي، العاصمة الثقافية للبلاد. في الساعة 2:30 من صباح يوم 31 يناير، نزل 10,000 جندي من جبهة التحرير الوطني من معسكرات سرية واندفعوا عبر المدينة التي يبلغ عدد سكانها 140,000 نسمة. وبحلول الصباح، كانت هوي بأكملها في أيدي الجبهة باستثناء موقعين عسكريين صغيرين. رفض القادة في البلاد والسياسيون في واشنطن تصديق حجم ونطاق وجود الجبهة. بعد أيامٍ عصيبةٍ ومميتة، توصل المقدم إرني تشيثام أخيرًا إلى استراتيجيةٍ لاستعادة المدينة، حيًا حيًا ومبنىً حيًا، في واحدةٍ من أشرس المعارك الحضرية منذ الحرب العالمية الثانية. بفضل وصولٍ غير مسبوق إلى أرشيفات الحرب في الولايات المتحدة وفيتنام، ومقابلاتٍ مع مشاركين من كلا الجانبين، يروي بودين كل مرحلةٍ من مراحل هذه المعركة الحاسمة من وجهات نظرٍ متعددة. استمرت معركة هوي على مدار أربعةٍ وعشرين يومًا من القتال المرير، وأودت بحياة عشرة آلاف مقاتلٍ ومدني، وكانت بلا شك الأكثر دمويةً في الحرب بأكملها. وعندما انتهت، لم يعد الجدل الأمريكي يدور حول النصر، بل حول كيفية الانسحاب. في كتابه “هوي ١٩٦٨”، يُعيد بودين ببراعةٍ بناء هذه اللحظة المحورية في الحرب الأمريكية في فيتنام.